
في نوفمبر 2018 ألقت السلطات اليابانية القبض على كارلوس غصن في طوكيو بعد اتهامه بإخفاء الدخل والتكسب من مدفوعات لموزعين في الشرق الأوسط
وفي نفس الشهر قرر مجلس إدارة شركة نيسان إقالة غصن من الشركة وذلك بسبب تهربه الضريبي واكتشاف تحويله مبلغ خمسة ملايين دولار من أموال الشركة إلى حساب مرتبط به
بعدها أعلنت نيسان أنها أجرت تحقيقا داخليا لعدة أشهر، أظهر أن غصن كان يقلل من قيمة دخله في الأوراق الرسمية، وأشارت إلى أنها عثرت على العديد من الأفعال الهامة الأخرى من سوء السلوك بما في ذلك الاستخدام الشخصي لأصول الشركة
كان غصن رفض أمام المحكمة كافة الاتهامات الموجهة إليه مع الاستمرار في تأكيد براءته كما شدد على الدفاع عن نفسه بقوة ضد الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، على حد قوله
في مارس 2019 قامت محكمة في طوكيو بالإفراج عنه بعد حبسه فترة دامت لمدة 3 شهور بكفالة قدرها (8.94 مليون دولار) بالإضافة إلى خضوعه قيد الإقامة الجبرية في طوكيو
ووافق غصن عقب الإفراج عنه على تسليم جوازات سفره الثلاثة، الفرنسية والبرازيلية واللبنانية، إلى محاميه من أجل ضمان عدم هروبه من اليابان
الإ انه فاجئ الجميع بوصوله إلى بيروت عشية ليلة رأس السنة ويشتبه البعض في في أنّه استقل طائرة خاصة في مطار كانساي الدولي قرب مدينة أوساكا في اليابان ، أقلته إلى اسطنبول ومنها توجه إلى بيروت على متن طائرة أخرى
ويشتبه البعض بهروبه عبر خطة قام بها رجال تنكروا وزعموا أنهم موسيقيون حضروا إلى منزل كارلوس غصن لإحياء سهرة عيد ميلاد. وبعد نهاية الاحتفال قاموا بتهريبه وهو مخبأ داخل علبة مخصصة لنقل آلات الموسيقى
وقال غصن في بيان عقب وصوله إلى لبنان : “أنا الآن في لبنان. لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب”
وأضاف: “لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي. يمكنني أخيرا التواصل بحرية مع وسائل الإعلام وهو ما سأقوم به بدءا من الأسبوع المقبل”
بعد وصوله لبنان، بات كارلوس غصن بعيدًا عن المتاعب القضائية، حيث لا يوجد اتفاقية تسليم المجرمين بين لبنان واليابان
كارلوس غصن رجل أعمال لبناني،يحمل الجنسية البرازيلية والفرنسية ،ولد في التاسع من مارس 1954 في مدينة بورتو فاليو البرازيلية
قضى فترة من طفولته في البرازيل ثم عاد إلى لبنان وبقى هناك حتى استكمل دراسته الثانوية وبعدها سافر فرنسا لبدء مرحلة الدراسة الجامعية حيث تخرج عام 1974 بدرجة بكالوريوس في الهندسة
بعد تخرجه من الجامعة قضى 18 عاما في ميشلين لصناعة إطارات السيارات حيث في البداية تدرب وعمل في عدة فروع لها في فرنسا وألمانيا ثم أصبح مدير مصنع الشركة ثم عين مديرا لقسم الأبحاث وتطوير إطارات السيارات في الشركة
في بداية عام 1996 بدأ غصن تجربة جديدة مع شركة رينو الفرنسية وعين في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كلف أيضا برئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية
وعندما نشأ تحالف بين شركتي رينو ونيسان عام 1999 حافظ غصن على منصبه في رينو، وفي نفس الوقت عُينَ أيضًا كرئيس قطاع عمليات بنيسان، ثم اختير عام 2001 رئيسًا تنفيذيا
تمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة نيسان التي كانت على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو، مما أكسبه احترامًا كبيرا في المنطقة
في 2005 عين كارلوس غصن رئيسًا لشركة رينو، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس نيسان، مما جعله أول شخصية تترأس شركتين من هذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد
وفي 2008 عين غصن رئيس ورئيس تنفيذي ورئيس مجلس إدارة نيسان. وعام 2009 عين رئيس تنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة رينو
وبعد تسونامي اليابان عام 2011، كان كارلوس غصن ذو فاعلية مذهلة في تقليص الضرر الحاصل للشركة في مدينة فوكوشيما، حيث قام بإعادة توجيهات العمل في مصنع “لواكي” وأكد على الالتزام بإنتاج ما لا يقل عن مليون سيارة سنوياً.
وفي 2017 قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.